3 Nov 2009

{ حِكايةُ الغُروبِ ..






القدس تبدو في ثياب الحزن
قنديلا بلا ضوءٍ ..
بلا نبضٍ.. بلا ألوان
تبكي كثيراً
كلما حانت صلاة الفجر
وانطفأت عيون الصبح
وانطلق المؤذن .. بالأذآن *





؛

{ .. مرور
كان يجب على النادل أن يسير على أهداب قدميه حين تقديم القهوة ..
فهالة من الإستفهام قد طوّقت لسانَ المقهى
وحْده الليل حين يكون طويلاً جداً .. ينزف ببذخ
و حين غِرَّة ..
تتسرّب أصداء خيانة مُنمّقة .. وعلى مرأى النجوم

{ .. إعلان
ترفع الأرض صرخاتها وتغصّ بها في داخلها
خوفاً من أن يلتقطَها أحد ..
وإن إلتقطها ذلك الأحد .. ماذا هو فاعل !!

{ .. مِشرَط
أن تكتب ..
يعني أن تُعطي الإذن للقلم لينغرس حتى أعمق نقطة في الفؤاد ؛؛
ليقطر دمعاً
وهل الدمُوع سوى جِراح الروح ؟؟!

{ .. لَمْ أبكـِ ..!!
بدأ الظلام يلملم بقاياه لِـيُعلن عن صُبحٍ جديد
مسفراً عن وجه السماء الذي لا يغار عليها من نظرات البشر ..
وحين يلدغ العقرب الصغير ساعة الفجر
ننام متكئين على أحزاننا ..
نبكي .!!

{ .. تَرْنِمةُ
الغربة !! ليست محطة ..
الغربة .. رسمٌ يبهرك أوله .. و يشيخ في أخر المطاف
مُنسيكَ أرواح عبرت ذات حياة على أخشابه ..
ومن يرحمُ الغريب !!

{ .. مدارات
أخبرتني يوماً أن الحياة تُفَرِّقُ بين دموع الأحلام .. و همسات الورود ..
ونسيت أنكَ مَيّتٌ في قبضة الأشواك
تمسح خدَّ الهوى

{ .. ريحانةٌ
ثِمةُ ندب صغير على جدار الروح
ندب قد علق بهواء المكان
متململاً .. صاعداً .. يَحرقُ أطراف الحياة
ويزهر بالألم
ثمة وهج .. ثمة ضوء يجيء من ظلِّ التعب
أن يــا ألله

{ .. جدار
نعم تقدّم حيثُ يسكنكَ السهر
أهناك شيءٌ أخر غير الخطوات والسكنات !!
إربط حزام الصمت ..
وزِنْ حياتك بميزان السماء

{ .. أحرف
حاول أن تسطر ماكان غير ممكناً
وإلاّ .. فلماذا تكتب !!
جرّده من فلسفاته
فلا واقع لما لا يكتب باللغة ..
والواقع أكبر من أن تّحدّه لغة




القدس تسأل
كيف صار الابن سمسارا وباع الأم
في سوق الهوان بأرخص الأثمان
صوت المآذن .. والكنائس لم يزل
في القدس يرفع راية العصيان
الله أكبر منك يا زمن الهوان
كانت لنا يوما هنا .. أوطان
وطنٌ بلون الصبح كان
وطن بلون الفرح
حين يجيء منتصرا على الأحزان
وطنٌ أضاء الكون عمرا
بالسماحة .. والهداية .. والأمان
وطنٌ على أرجائه الخضراء هلّ الوحي
في التوارة .. والانجيل .. والقرآن
في كل شبرٍ من ثراه
تمهل التاريخ .. وانتفض الزمان *

* فاروق جويده


No comments: