23 Jun 2008

قد قاربتُ الستين



{ أول الجرح 15 / مـايو / 1948 مـ
وقد قاربتُ على الستين ..حينها ولدت ،، و حينها نزفت .!!.}
في صفوِ سماءِ المدينة ..والجوُ يميلُ إلى البرودةِ [ كثيراً ] ..،


أرسلت أشعة الشمس ضيائها ، وبلا مقابل
لم تكن يوماً بخيلة [ كعادة الإنس اليوم ]..

؛


جلسَ أمام البحر يسامرهُ مع رشفاتِ صباحٍ باكرٍ [ أليم ]

عاد معه إلى ترابٍ .. كيومِ النشأة الأولى

احتاجَ إلى وقتٍ كي يدرك ماحصل ..بل ما شعر به ..

مجملَ الصور وتفاصيلُ الحكاية ..

وبات ينتظرُ سطوعَ فجر المكرُمات وأن ينطوي هذا الخضوع..


؛


في ليلةٍ ليلاء

و في الطرقات المتهالكة ..ترتسمُ خيالاتٍ لجسدٍ

يتحرك مع نسمات الهواء الباردة الممزوجة بسمرة الليل ..

وبريقُ القمرِ يعلنُ عن وجوده بين تلك السمرة

عاد فأسترق النظرات إلى ذلك الجسد

تنتابه رعشة من خوف وقلق ..يحاول أن يقترب منه

ففضوله كاد يقتله .. يلملم بقاياه

يسير بسرعة .. وخفه يسقط على الأرض من شدة الألم ..

من هول المنظرمن أنت يا هذا ؟؟

سؤال جامداً حكته بقايا دماء الثرى و دموعه..


؛


أنا واحدة من أسرة العِـزّة

أنا [ مجدُ ] هذه الأمه العظيمة وريحُ شهدائها

أنا من يبصرُ جسدهُ ولا يراه سوى تحت الركام

ياليلة سوداء إلاَّ من سنى الأنوار

من أنجمٍ سطعت كأطهرِ شمعةِ في ظلمة الأنوار

ماذا أقول و عائلتي أمست تحت الثرى ؟؟!

وأشلاء صاروخ رسى في الأهل والأحباب ، وكل الدار

رشق العدو ظلامه ، فأنار روح المؤمن المحتار

أنا من ربوع القدس .. طفلٌ هاشمي الدار ..


؛


أيا عِـزَّة جاءت من قلب فلسطين

صبراً فانتصارك قد بدى للناظر

ساعاتكِ التي مزجت بمدامعي قد حولت ليل الظلام نهار

يا فلسطين الحلم الكبير ستثأري لمليار صامتٍ و صريع

لا تسأل الليل عن ظلماءه ولتبصر القمر المنير

سيعود مجداً قد حباه الله للإسلام

وستمطر السحب التي حجبت سنى الشعاع

وسيعيد ذلك التُربّي الشهيد عز أمتنا من قبورها

فلنمسك ببيارق النصرولنعلن الشهادة

في كل مرة ، تـُفتح الدفاتر لتسجلها "منهزمة فتأبى الدفاتر نقشهم ،


حياةٌ حيث لا حياة


أحبكـِ فـلـسـطـيـن ،