14 Dec 2010

سُكنى اطمئنان




لم أكن قادرة على مجرد مسك القلم حتى وقت قريب جداً .. هذيان أصاب عقلي وترجمته أطراف أصابعي .. كان القلم يعصي كثيراً .. يتمنّع .. وهو يعلم أني هجرته أكثر مما يعتاد .. وأشتاقه أكثر مما يفعل .. ولكن لا رغبة لي في خوض انكسارات اللغة التي تتقن رسم ملامح التعب على محياي ..
أحتاج أن أكتب .. أحتاج أن أثرثر .. أن أتنفس فتلتقط مساحة بيضاء أنفاسي وتُصَيّرُ رماد .. مابي ليس حزن أبداً .. ليس شجن .. هو أقرب إلى الضجيج وأنا التي تعشق الهدوء كان يجب أن أعتاد المكوث في موانيء تحوي دخان كثيف يحجب الضوء عن قلبي ..
من قال أنه إذا ما سكن الكلام سكن العقل ؟
ذكريات ملتوية في خزانة غير مقفلة بإحكام .. وأخرى مقفلة .. وثالثة لم أعد أذكرها .. فبعض الأماني عُلقت على أغصان شجرة يقيناً مني أنها سـ تُوْرِقُ معها .. وأخرى نُثِرَتْ لتجد لها طريقاً نحو السَماء .. الأشياء الصغيرة وحدها تأسر القلب فيصمت .
نصمت حين يكون للحديث حِدّة عميقة نشعر بحرقتها ونخشى أن نفقد بعضاً منّا معها .. تراكم الحديث في حنجرتي جعل من الصعب على مثلي تطويع 28 حرفاً ليترجم الكتل الكلامية الهائلة التي تعتريني .. حتماً لا شيء يجبرني على تقاسم تفاصيلي الصغيرة ولكنني الأن أفعل ..
عامٌ مضى وأطبق صفحته وأمواج الحياة تسلّلت إلى عامي هذا .. فرحٌ حقيقي غمر عامي المنصرم بتحقيق جُلّ أهدافي فيه " ربّي لك الحمد " ؛ رغم كمية الألم التي سكنتنا ..
أممم أنوي أن أكافيء نفسي .. فكيف سأكافئها ؟؟
أرى نفسي من خلال الحرف وعيني مباشرة على إنجاز أخطه هذه الأيام لعامي القادم بحول الله لأملأني به .
يارب .. شُدَّ على يدي .. ارزقني سُكنى اطمئنان .. ولَذّةُ إنجاز ..
أثِقُ بكـَ يا ألله

4 comments:

أحمد said...

ما ينبع من وحي عصيان القلم هو رائع بالفعل ... اتمنى لك عاما آخر مليء بالانجازات .

دلالـــــ said...

يارب :))

كم أنتظر الغرق في حروفكِ أكثر سهادي ..
حقق ربي لكِ كل أمانيكِ وأحلامكِ وطموحكِ :)

عهود المعبدي said...

يارب
:)
لاشيء قادر على ترجمة الضجيج الذي بداخلنا
ماينثر ليس الا بعض تعابير !

دمتِ متألقة محققة اهدافكِ
:)

Suha Jamal said...

دكتور أحمد
ولك بالمثل يارب

..

دلال : )
سلمتِ يا أنا : )
و أعتقد من الأفضل أن تبقي بلا غرق .. أحتاجكِ دوماً جواري :P

..

عهود
دمتِ بالقرب يا نقاء