15 Jan 2012

هش








| بذور ذلك الصّمت الهش باتت تتسع وتجبره على الخلود للحلم ؛ حدّق بها كثيراً وفجأة اكتشف أنها عيناه . تنتابه نكسة الحزن بتدنيس أشياء كثيرة يتقصد في كثير من الأحيان عدم فهمها فـ كرات الشك تتقاذف لتحل مشكلة الإعتقاد .


| حُلم !! وأين هي أدوات الحلم حتى يكتمل ربيعاً . غارق بها ولا أحد سوى الهواء يفهمه .. يتعلق به يتنهد !! تطول فيعود رأسه إلى الوراء ويسقط على كتفه - علّها تفهمه - يلملم أهدابه مطوقاً إياها بجسده الذي مالبث أن مكث على الأرض ليزفر نفس الوداع .

لعنةٌ الصّمتْ






قبل الكلام 
الكتابةُ عملية استبطانٍ كُبرى، إنها سَفَرٌ في أكثرِ تعرّجات اللاوعي غُموضاً، إنّها تأمّلٌ بطيء
إيزابيل الليندي | باولا


يستفزّنُي الحرف جداً ، يتسلّقُ على مشاعري بوقاحةٍ متعمّدة ليكشفَ ضعفي .. هو الرفيقُ الأقرب -  يوماً ما - يترُكني بلا مأوى ..  بلا غطاءْ .. يُعيدني إلى ماقبل البدايات حيثُ الإنتماءُ للعزلةِ ..  لا أعلمُ ماهي حدودي ولا كيفَ أرسُمها من جديد ..!!
تجرُّني البداياتُ القديمة إلى حيثُ لا أعلم .. إلى قتلِ الأشياءِ الجميلة التي بداخلي .. إلى الفقد الذي يَجتاحُ مُدن َجَسدي  .. إلى ذاكرةٍ مُلئت بكلِّ الأشياء ِالتّالفة ..!!


سوادٌ يبشرّنا أن ثِمة ضوء سُيربك حياتنا .. سـَ يستنزفُ تفاصيلها .. و يُربك نبضها .. السّواد أكثر أمناً نختبيء خلفه دون حاجزٍ يهتكُ صدقنا .. فالناسُ يعيشون في نفوسِ بعضهم أكثرَ ممّايعيشون َفي نفوسهم .. ومعَ كلِّ نفْسٍ تسكننا نحتاجُ قسطاً من العزلةِ ربّما يطولْ..  والأهم أن لا يتوقّف !!  نُمارسُ مراقبة َتفاصيلِهم الصَّغيرة فـَيحدثُ أن نُصابَ بالصّمتْ..  وسطَ كمٍّ هائلٍ من الضجيجِ الكلامي يدور حولكَ و معك .. وَ وحدها القلوبُ المُنكسرة تُدركُ تفاصيلَ الدّمع الذي يختبيءُ خلفَ الحزن العظيم .. ربّما لأنَّ رابطَ العزلةِ الذي يجمعنا يضيق كلَّما ذرفنا أكثر ..!

الأماني الثّقال هي تلكَ الحكايا المدفونه في راحةِ القلب .. تتركُ بصماتها على أجفانِنا حين تتعبُ العينْ في اخفاء ِما تملكْ ،، الأماني الثقال انصافاً لها لاتُنسى وَ لا تبارح الذاكرة ... تبقى في ذلكَ المكانِ القصيّ بينَ القلب والعقل .. ذلك المكان الذي يُعانقكَ كلَّما نويتَ العُزلة .. ويُعانقكَ وكأنّهُ أنجبك .. يفهم تفاصيلَ حياتك تلك اللّتي تَخفى على
كلِّ أحد ولا تترجم بشكل جيد

وحْدهم العاشقون يرتَكبونَ الأماني في المسالكِ الضيّقة مع اتساعِ الظّلام .. َو وحدهم تُسرقُ منهم .. !!


وداعيه
الكتابةُ هي فرّصةُ الكاتبِ في العودةِ الى الطفولة المنسيّة أو المختبئةْ، وهذا يعني في العُمق أنّهُ توّاقٌ إلى العودة إلى انسانيّته الأصليّة ، كان ريلكه يقول : " للكتابة عند الرجل والمرأة هدفٌ واحد هو أن يصيرا كائنين بشريين " 
ممدوح عدوان | جنونٌ آخر