25 May 2008

حتى أرصِفَةُ الشوارعِ تختلفْ ..!



على الأرصفة .. في بقع ضوئية متناثرة
تختلف في كل شيء
ليس بينها وجه شبه ، أو ظِلُ معنى !!
أوجه ساكنيها مختلفه ..
تعكس صورة الدماغ ..
فرق بين السماء الدنيا والفردوس ..
هو الفرق بين مهندسي الرصيفين ..

وبدأ حديث الأرصفة ..


هنا ::
وكأن الشمس تشرق لأول مرة
تجتمع في حزمة ضوئية واحدة
تُسخّنّ ذلك الرصيف
وتطلق منه رائحة الشوارع ..
فالشمس تكره إختراق البيوت هنا ..
سيارة ارستقراطية تتبختر ..
وأصوات طبول النغم تدوي ..
بداخلها [ هيكل ] جسدي !!
يشبه في خيلائه الطاووس ..
إلاّ أن تلك الجمجمة لم تعي ما يعيه الطاووس ..

هناك حيث هم ::
غياهب ظلمة الليل أنارت
فلق ضحى الصباح ..
أنار ذلك الرصيف الأرضي ..
تسلل ضوء ذلك العمود إلى بيت الطين ذاك ..
في مخيم العزة ..
انتشرت ذرات الضوء في كل البيوت لتسمع حكاياتها
رست عند ذلك [ العريس ] مناجياً ربه ..
طال شوقي إليك .. فعجل قدومي عليك ..
يارب هناك من هو قبلي سينعم بالشهادة ...
فعجل شهادتي ..

’،’

هنا ::
يستخدم أبجدية مؤلفة من مليون حرف ..
موهماً نفسه أنه يعيش بحضارة ..
لكن قد توقفت عنده الحضارة منذ خلق أول جد لنا في تاريخ البشرية ..
يحب بحرية .. يتنفس بحرية .. يتكلم بحرية ..
وهن على وهن
وإن بدت الصورة غير ذلك ..
تفتح له كل الأبواب .. يمسح الخادم بقايا ذرات من عزة علقت به من الهواء ..
فهو سيد ..
في غابة قُطّعت كل أشجارها ..
؛

هناك ::
أحرف قليلة هي محصلته اللغوية ..
{ حصار ، جدار ، دمار ، استيطان ، تجويع ، تخويف ، نكبة }
و { عزة ، كرامة ، وطن ، و.. استشهاد }
أحرفه القليلة زرعت فيه حكمة ليصمد أمام كل الحضارات
تصارعت تقاليد وأفكار منذ ولد ادم ..
ولم يستطع أحد أن يغيره ..
يلم لحم الصواريخ من الصور العائلية ..
و يتتبع مسرى رصاصات في جسد أشياءه المنزلية ..
ولد ، وأرض الديانات
مهده / ولحده
’،’



هنا ::
خرج من منزله متعطراً بعطر باريسي فخم ..
مسيره خمسين عاماً قد انتشر ..
يسابق بخطوه رذاذ المطر ..
أو وميض البرق ..
هو ذاهب ليراها .. فقد رتب لموعد غرامي مع عشيقته ..
وهي أسدلت من سوداء الليل على أكتافها شلالاً ..
وزينت مدينة عينيها بكحل شرقي ..
إلتقيا ،، فاحتضنها وأعلن الدمع قتل لحظات البعد بينهما ..
وإذا بصوت دوي ألم ..
أحال سنى البدر إلى ليلة لا قمرية ..
معلناً وفاتهما معاً ومعاً ..
على ذلك الرصيف الذي حفظ لهم العهد طويلاً ..
على ذلك الرصيف الذي لم يكن ثرثاراً و يفضحهم ..
شرب اليوم من دم موتهم الأسود ..
معلنة المدينة حداداً لمدة 3 أيام ..
فقد مات ابن السلطان ..
؛

هناك ::
ليلة قمرية شتاءها طويل للقيام ..
ونهارها قصير للصيام .
صلى الفجر في جماعة ،، ذكر الله حتى أتت الشمس تداعبه ..
قضى أمسه في وداع الجميع ،، هكذا شعروا
تعطر بروح الشهادة ،، وعبق الجنة ..
خرج من المسجد مسرعاً ..
فلديه موعداً غرامياً هو الأخر ..
موعداً مع الحور العين ،، في الفردوس الأعلى ..
عندها .. يتحول
الليل إلى فجر .. و البر إلى بحر .. والسر إلى جهر
تفتحت أبواب زفاف كبير ..
وتشرّب ذلك الرصيف الذي لم يكن ثرثاراً كبقية الأرصفة ..
فهو حافظ للعهد دائماً ، أمين ..
تشرّب دم الشهادة وريح المسك ..
دون أن يخبر أحداً بأحاديث الجهاد ..
وخطط [ أحمد ياسين ]
صمت ذلك الرصيف ..
ليشرب اليوم من دم كرامة فاح طهراً ..
و نور شهادة ..
جعلت الفجر يتنحى جانباً لضوءها ..
و يسمح لصدى ذلك الجسد بالإنتشار ..
ويعلن المخيم حداداً بالزغاريد ..
فقد استشهد القائد ..


’،’


ودارت الأسطوانة على نفسها ..
فقد عاش من خسر الحياة ..
ومات من قد بات حيًّ