27 Dec 2010

من أخذ حنجرتي يا غزّة !!


من أخذ حنجرتي يا غزّة !!




27 - 12
لا يوجد مكانٌ مناسبٌ للموت .. فكل الأرض مقبرة ..
أشلاء أجساد شهدائها التي تجاوزت الـ 1400 شهيد قد عطرت المكان
تفوح شذا طُهر .. وكأنه واحة غناء ..
تمتزج دمعات الحُرْقة .. بدموع العزة والشموخ والكبرياء .. لتسطر للعالم أعظم صمود في التاريخ
البؤس الذي يكمن في الطريق ويسلب النعماء مِنّا .. ويثير الأحزان .. ويبعث على الهوان
السواد الذي نراه أمامنا في طريق أحلامنا و آمالنا .. ينتهي على عتباتكِ
عامان انقضت على مجزرة نهشت كل شيء .. ومازال صمود أبطالها ينعش القلوب
لا تبالي ياغزة
و أفــرُّ من لغتي .. مَنْ أخذ حنجرتي يا غزّة !!؟
وبأي أحرفٌ سأكتب إن كانت حروف القلب لا تُسعِفْ .. فحين يكون الحديث عنكِ .. أُسلب كل شيء
وأبقى لكِ ..
لا أذكر كيف بدأت الحرب .. أين كنت حينها .. لا أذكر تفاصيلها الدقيقة ..
ولكنني أتذكر جيداً أنني عشت معكِ كل دقائقكِ  .. أتذكر والدي – الرجل الكبير ربي يحيمه – ينام على أريكته أمام التلفاز خوفاً أن يفوته خبر .. و عيون أمي الدامعة لا تصمت ..
أبي يرى مدينته التي ولد وتربى فيها تُدمّر .. وهو بعيداً لا يقدر سوى على دمعات .. وكم تهزني دمعات الرجال
في غزة يموت الرجال، النساء، الأطفال، الشجر و تولد العِزّة .. وتنمو ..  وتكبر
علِّميني يا غزّة .. علمي ابنتكِ التي لم تعُد إليك كيف لمعنى الوفاء أن يكبر .. كيف للحق أن ينتصر .. كيف للظلم أن ينقهر
علميني وأنت التي لا حاجة لكِ بي كيف لي أن أكون قطعة حجر فيكِ .. كيف لي أن أكون دمعة على خدِّ مُسنّة هُدم بيتها واستشهد أبنائها
وطني لا يعرفه منّا أحد .. وعدناه .. وعدنا أنفسنا أن لن ننسى ،، ولن ننسى ولن نصالح ولن نهادن .. ولن نعترف بإسرائيل
عامان على المجزرة .. وأربعة على الحصار ومازلنا ندرس في مدرسة غزّة ..
غزّة لولاكِ بعد الله .. ما بقيت عِـزّةٌ في العالمين

14 Dec 2010

سُكنى اطمئنان




لم أكن قادرة على مجرد مسك القلم حتى وقت قريب جداً .. هذيان أصاب عقلي وترجمته أطراف أصابعي .. كان القلم يعصي كثيراً .. يتمنّع .. وهو يعلم أني هجرته أكثر مما يعتاد .. وأشتاقه أكثر مما يفعل .. ولكن لا رغبة لي في خوض انكسارات اللغة التي تتقن رسم ملامح التعب على محياي ..
أحتاج أن أكتب .. أحتاج أن أثرثر .. أن أتنفس فتلتقط مساحة بيضاء أنفاسي وتُصَيّرُ رماد .. مابي ليس حزن أبداً .. ليس شجن .. هو أقرب إلى الضجيج وأنا التي تعشق الهدوء كان يجب أن أعتاد المكوث في موانيء تحوي دخان كثيف يحجب الضوء عن قلبي ..
من قال أنه إذا ما سكن الكلام سكن العقل ؟
ذكريات ملتوية في خزانة غير مقفلة بإحكام .. وأخرى مقفلة .. وثالثة لم أعد أذكرها .. فبعض الأماني عُلقت على أغصان شجرة يقيناً مني أنها سـ تُوْرِقُ معها .. وأخرى نُثِرَتْ لتجد لها طريقاً نحو السَماء .. الأشياء الصغيرة وحدها تأسر القلب فيصمت .
نصمت حين يكون للحديث حِدّة عميقة نشعر بحرقتها ونخشى أن نفقد بعضاً منّا معها .. تراكم الحديث في حنجرتي جعل من الصعب على مثلي تطويع 28 حرفاً ليترجم الكتل الكلامية الهائلة التي تعتريني .. حتماً لا شيء يجبرني على تقاسم تفاصيلي الصغيرة ولكنني الأن أفعل ..
عامٌ مضى وأطبق صفحته وأمواج الحياة تسلّلت إلى عامي هذا .. فرحٌ حقيقي غمر عامي المنصرم بتحقيق جُلّ أهدافي فيه " ربّي لك الحمد " ؛ رغم كمية الألم التي سكنتنا ..
أممم أنوي أن أكافيء نفسي .. فكيف سأكافئها ؟؟
أرى نفسي من خلال الحرف وعيني مباشرة على إنجاز أخطه هذه الأيام لعامي القادم بحول الله لأملأني به .
يارب .. شُدَّ على يدي .. ارزقني سُكنى اطمئنان .. ولَذّةُ إنجاز ..
أثِقُ بكـَ يا ألله