2 Apr 2009

يَسْجُدُ دمْعي



كَفتاةٍ مزاجيّة يلتصِقُ بها السّوءُ كثيراً، قلّما ما تَصْرِفُهُ عنها، تبحثُ عن الألَم بنفسها لِـ تقتاته وحينما اعتزلت هذا الألم، بنفسِهِ بأبهى حُلّة، فقط لِـ يُزيّنَ روحَ قلبِها ويسكُنها دونَ غيِرِها من البَشَر فتلجأُ إليكَ دونَ أهلِ هذهِ البسيطة، فقط إليْكَ، فَقَدْ عَبَثَ بها الاشتياقُ كثيراً وبعْثَرَها كَـ قِطَعٍ مُختلفةٍ عنِ التي اعتادتها دوماً، وحدكَ أنتَ تُدرِكُ ما بِها، ووحْدَكَ أنتَ مَنْ يصِلُ إلى مَكامِنِها ويُدركُ مِنْ أينَ يُضيءُ هذا الحنِين وهذا الألم وهذا الضّياع، تظلّ دائماً وأبداً أوَلَ الحضورِ عندَ الفرح، أوَلٌ عندَ الحُزن، أوّلٌ عندَ الحلم، أوّلٌ عند الحياة، أوّلٌ عند الضّحك، أوّلٌ عندَ البُكاء، أوّلٌ عندَ الاختناق، فَـ كيْفَ لا تُفكّر بالحياةْ بكَ وأنتَ المرسى، بداياتها ونهاياتها، وما بيْنَهُما طريقٌ مُعبّدٌ بالشّوْق والحنين إليْك. ها هِيَ تلتقِي بكَ على قِطْعةٍ من قُماش، تُخفِضُ بِبَصرها حينَ استحياء، تنطِقُ بأولى تَمْتماتِها:
-أعلمُ جيداً ما فعلت ...تدفعها العَبْرةُ خانقةً كلماتها إلى الوراء وتتوالى قطراتُ دموعها أمامَ هَيْبَة حضورك، فَـ لِحضوركَ هَيْبةٌ عظيمة ووقار إجلال لم تعهدها مع سواك، كانتْ تتنهّدُ كثيراً، كانت تتنفّسُ كثيراً، وكانت تبكي كثيراً كثيراً، فَـ هِيَ تعِي جيداً أنّكَ تشعرُ بها وتعلمُ ماذا كانت [تنوي] البَوْح بِه، وحدَكَ يعلم، فقط وحدكَ يعلم، وهيَ تعلمُ تماماً أنها بعيدةً عنكَ كفاية لتتعثّر في هذه الحياة ..!
أُدْرِكُ جيّداً تفاصيلَ أنْ يكونَ الإنسان مُذنباً، مذ فرّطتُ في ذلك الحُب كالضّنكِ تماماً يراود الأسى عن نفسهِ ويزيح ستار حياة هانئة، لا ملجأ منك إلاّ إليك، فألتجيءُ إلى السماء، إلى شعاعٍ أبيضٍ يخترقُ غيمةً سوداء {يُناديني: أنْ يا ألله ..!
فـ تُضيء رحمتُكَ سويداء قلبي ..
مَنْ للضعيف حين تتداعى عليه الحياة !! من للمهموم تتقاذه حِمَمُ الألم !! ومن لنفسي سواك !! أشتاق أن أكون في ضمانِك، أنْ تُربتَ على كتفي بشكرك وعفوك، أنْ تصطفي ذلتي لتبلغ منازل عزك، أشتاق لرسم الحياة في صورة طبيعتك، إلى روح الفؤاد في مناجاتك، ويَحدوني الشوق لكَ ياا ألله، وأعلم أنني أنا.. ربّي..إنْ كُنتُ فِي سابِق الأزَلِ قد أذنبت وستر، فإنْ عُدتُ..فـ عُد وأنت صاحب الإكرام و الستر. أعلم أن أخر دمعي [ نسيان ]، وآخر شوقي .. [ ضياع ]، ولكن حبي لا يضعضعه شيء، فقط أُحبك ..فأجرني يا ألله ..!
من قلبِ .. سُهى وحنين يا ألله ..،

؛
مزيجٌ من روحي ورح حنين
ومدادها كان يُرافقني
فأدامكِ الله لي يا شقيقة الروح،