من أخذ حنجرتي يا غزّة !!
27 - 12
لا يوجد مكانٌ مناسبٌ للموت .. فكل الأرض مقبرة ..
أشلاء أجساد شهدائها التي تجاوزت الـ 1400 شهيد قد عطرت المكان
تفوح شذا طُهر .. وكأنه واحة غناء ..
تمتزج دمعات الحُرْقة .. بدموع العزة والشموخ والكبرياء .. لتسطر للعالم أعظم صمود في التاريخ
البؤس الذي يكمن في الطريق ويسلب النعماء مِنّا .. ويثير الأحزان .. ويبعث على الهوان
السواد الذي نراه أمامنا في طريق أحلامنا و آمالنا .. ينتهي على عتباتكِ
عامان انقضت على مجزرة نهشت كل شيء .. ومازال صمود أبطالها ينعش القلوب
لا تبالي ياغزة
و أفــرُّ من لغتي .. مَنْ أخذ حنجرتي يا غزّة !!؟
وبأي أحرفٌ سأكتب إن كانت حروف القلب لا تُسعِفْ .. فحين يكون الحديث عنكِ .. أُسلب كل شيء
وأبقى لكِ ..
لا أذكر كيف بدأت الحرب .. أين كنت حينها .. لا أذكر تفاصيلها الدقيقة ..
ولكنني أتذكر جيداً أنني عشت معكِ كل دقائقكِ .. أتذكر والدي – الرجل الكبير ربي يحيمه – ينام على أريكته أمام التلفاز خوفاً أن يفوته خبر .. و عيون أمي الدامعة لا تصمت ..
أبي يرى مدينته التي ولد وتربى فيها تُدمّر .. وهو بعيداً لا يقدر سوى على دمعات .. وكم تهزني دمعات الرجال
في غزة يموت الرجال، النساء، الأطفال، الشجر و تولد العِزّة .. وتنمو .. وتكبر
علِّميني يا غزّة .. علمي ابنتكِ التي لم تعُد إليك كيف لمعنى الوفاء أن يكبر .. كيف للحق أن ينتصر .. كيف للظلم أن ينقهر
علميني وأنت التي لا حاجة لكِ بي كيف لي أن أكون قطعة حجر فيكِ .. كيف لي أن أكون دمعة على خدِّ مُسنّة هُدم بيتها واستشهد أبنائها
وطني لا يعرفه منّا أحد .. وعدناه .. وعدنا أنفسنا أن لن ننسى ،، ولن ننسى ولن نصالح ولن نهادن .. ولن نعترف بإسرائيل
عامان على المجزرة .. وأربعة على الحصار ومازلنا ندرس في مدرسة غزّة ..
غزّة لولاكِ بعد الله .. ما بقيت عِـزّةٌ في العالمين
No comments:
Post a Comment